Friday, October 27, 2006

النقاب : الخلفية الدينيه المرعبة-محمود الزهيري




القلم يبدأ في التراجع عن الكتابة , يناشدني ألا أخوض في هذا الموضوع , رائفاً خائفاً ممن يحاول كسره من يدي وتحطيم كيانه وإراقة دم القلم , علي الخلفية الجاهزة من الفتوي الحاضرة من أن هذا القلم كافر يريد للمجتمع أن يتحرر من الدين وتسود قيم العري والعهر والدعارة , فالقلم خائف علي كيانه , مضطرب مما يحمله المستقبل من مجهول مظلم سوداوي ممن يسيؤن الفهم ويعطلوا العقول والألباب والأفهام , ممن يعبدون النص , ولا يتعبدون به , فقلت للقلم إثبت وتجرأ وكن شجاعاً فإن المصيبة تكمن في الخوف والمداراة , علي خلفية أن مدارارة الناس نصف العقل , بمعني التورية في الحديث والكلام الذي يحمل أكثر من معني . ولكن هذا حديث لابد منه , بالرغم من أنه ذو شجون , وأحزان , ويحمل معه في إستضافة الحديث أمزجةعكر صفوها الفساد العام , والإستبداد السياسي , في الأساس , كان الفقر والسلب والنهب , وإغتصاب حرمات الأوطان والمواطنين , له أس وأساس في الموضوع , وله من يسانده ويساعده كذلك داخل مؤسسة الفساد , علي خلفية خلق صراعات دينية أصولية تهدف إلي جعل العقول في حاله من الحالات المؤججة للصراع بين الديني والسياسي , علي أرضية الكفر والإيمان , والجنة والنار , والثواب والعقاب , وما أدراك بمن يلج حقل الألغام هذا !!كانت الأسر المصرية تعيش الحياة البسيطة داخل رداء من التدين الشعبي البسيط المؤمن بفطرته , المتوكل علي الله في جميع أمور حياته من بداية اليوم حتي نهايته , وكان المجتمع متماسكاً ومترابطاً يجمعهم في إطاره العام الحب والتآخي ليس بين المسلمين أنفسهم وإنما كانت علاقة المحبة والتواد تتخطي إلي غير المسلمين من مسيحيين وأقباط ويهود لهم حق المواطنة في المجتمع المصري , فالبيوتات واحدة والدخول في البيوت والخروج منها بينهم يمثل مرحله عليا من التحابب والتسامح , كان حسن ومرقص وكوهين أصدقاء تربطهم صداقات حميمة , فلم يحدث أن تجرأ حسن علي كوهين أو مرقص , أو تجرأكوهين علي حسن أو مرقص , كانوا يتناولون الطعام سوياً ويتنزهون سوياً ويتسامرون ويتنزهون معاً , فما الذي حدث للمجتمع المصري ؟!!المجتمع المصري تراجع للخلف في الفكر والثقافة والعلم والدين , وأصبحت تتزاحم عليه ظواهر إجتماعية سيئة وتحمل قدراً كبيراً من الفحش والبؤس والتطرف في المفاهيم والأفكار والتصورات الديني منها والثقافي والفكري , ولكن الخطورة تكمن في الديني فهو يمثل الرعب الكامل من إ نفراط عقد الإعتدال والتسلمح وإعلاء قيم الكراهية والبغض ليس للمخالفين في الرأي من غير المسلمين , وإنما للمسلمين أنفسهم .تحولت قيم المجتمع من الإعتدال إلي التطرف , ومن التسامح إلي الكراهية , ومن العدل إلي الظلم , ومن الحب إلي البغض , ومن قبول الآخر في الدين إلي رفضه وتكفيره , بل إلي حد النظر إليه علي أنه مباح دمه والدعاء : اللهم إجعلهم وأموالهم ونسائهم غنيمة للمسلمين , وهذا يتردد في المساجد في صلاة يوم الجمعة , وكنت أضحك وأهزأمن الخطيب من هذا الدعاء !! لماذا لأنه يريد لنا أن نسبي نساء أوروبا وأمريكا النساء الحسناوات الجميلات في العقل والمنظر والمظهر مقارنة بنسائنا اللواتي يقول عنهم أئمة المساجد إن الله إختار للغرب الكافر بما فيهم طبعاً الأقباط الكفار من وجهة نظر الخطيب وإمام المسجد : أن الله إختار لنا الفقر والدين , وإختار لغيرنا المال والجمال !! ما أبغضه من نظر وماأسوأه من تعليل !! فهل يليق بمن هم أمثالنا أن تكون هؤلاء النسوة ملك يمين لهم أو أساري لنا ؟ وهل هذا مفهوم يليق بالقرن الواحد والعشرين وبالقيم الحضارية التي إفتقدناها ة وعمل بها وفعلها الغرب الكافر من وجهة نظر ورؤية التخلف والتطرف والإرهاب !!؟؟وفي ظل هذه الأجواء السوداوية الملبدة بغيوم التطرف والإرهاب والتكفير ورفض الآخر , ورفض القيم الحضارية والإنسانية , بل ومحاربتها علي أساس أنها من البدع المنكرة في الدين , وعلي خلفيه أن الدنيا ملعونه وملعون من فيها , وأن الدنيا لوكانت تساوي عند الله جناح بعوضة واحد ماسقي منها الكافر شربة ماء , وعلي أرضية أن الله ماخلق الإنس والجن إلا للعبادة والطاعة , وأن عمارة الدنيا الملعونه والملعون من فيها مكروهة , وأن عمارة الآخرة هي المرغوب فيه والعمل لها بالعبادات والطاعات لله , لأن الدنيا حتماً إلي زوال والآخرة هي دار البقاء !!!ومن هنا كان النقاب وكانت اللحية وكان الجلباب والسروال , والبنطال , وزجاجة المسك , وعود المسواك , كانت حرمة عمل المرأة وخروجها من المنزل إلا من بيت الأب لبيت الزوج ثم إلي المقبرة !!ومن هنا كان الحرص علي علي عمارة الآخرة في مواجهة عمارة الدنيا , وكانت الجنة المؤجلة ضد وفي مواجهة جنة الدنيا , وتم تقسيم الناس إلي طلاب دنيا خاسرون وطلاب للآخرة فائزون رابحون , وما العلم إلا علم اللدني أي علم الدين المخالف لعلم الدنيا القائم علي دراسة ومعرفة الطب والهندسة والذرة والكيمياء والفيزياء والبيولوجي , والعلوم الطبيعية بكافة فروعها , وعلي ذلك كانت علوم الدين من فقة وتفسير وحديث وأصول فقه وناسخ ومنسوخ , وتاريخ الرجال والجرح والتعديل , كانت هي العلوم التي توصل للآخرة بسلام وأمان عبرقنطرة الدنيا الملعونة والملعون من فيها إلي الآخرة .ومن ثم كان النقاب يمثل أعلي درجات التدين والإلتزام في مفهوم وعقلية المنقبة , لأن المنقبة باعت الدنيا في مقابل شراؤها للآخرة , فالدنيا ليست من نصيبها وإنما النصيب الأوفي هو جنة الآخرة التي لايعادلها أو يكافؤها أي نصيب أو أجر, ولكن معني وجود منقبة , أن يكون هناك زوج ملتحي , وأبناء ملتحين , وبنات منقبات , والجميع يدور في عقليته تلك الأفكار والمعتقدات التي تصطدم مع المجتمع الذي في حقيقة الأمر هو مجتمع كافر وجاهلي يستوجب لعنته وتكفيره لمخالفته شرع الله وسنة رسوله , هذا هو مايخفيه النقاب , وهذه هي الخلفية المستترة المرعبة التي تنظر للمجتمع بعين الريبة والشك المحمول عي جناحي التكفير والإرهاب , الذي يتطورو يتنامي إلي مرحلة القتل بإسم الله والرسول , وذلك لإنفصال المنقبات والأسرة التي تنتمي إليها عن الواقع الإجتماعي والسياسي فصلاً شبه تام مما يخلق معه عزلة أجتماعية وتقوقع وإنكفاء علي الذات كمجتمعات الجيتو اليهودي الغير متلائمة مع باقي أفراد المجتمع, ومع تزايد هذه الحالة يتزايد الكبت الديني وينتج عنه طاقة عظيمة من الكبت تريد أن تنفث عن ذاتها عن طريق الإرهاب بالقتل تارة والتخريب تارة والتكفيركنغمة ومتلازمة من متلازمات بيئة النقاب المنتمي لأسرة تتبع نفس المنهج والأسلوب في الحياة والتفكيرفهل المنقبة تنظر إلي غيرها حتي من المنقبات بنظرة الإحترام أعتقد لا !! لان النبرة السائدة هي نظرة الإذدراء والتحقير للمخالفة في الدين الآمر بالنقاب , فما بالكم بنظرتها لمن هي غير محجبة أو مختمرة , فأن المصيبه أدهي وأمر
محمود الزهيري
الحوار المتمدن - العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home